الثلاثاء، ٨ يناير ٢٠٠٨

رُفع الستار


من انت ...من انت يا ذا المخلوق الاحمق بداخلى ..اين انت يا ذا الانسان الذى اصبح مسخ بداخلى ..اين انت يا فليسوف العصر ، ايها المدعى الساذج ..اين انت اجبنى ..لما لا تريد الجواب ، الا تخجل من نفسك وانت لا تستطيع الجواب او حتى التنويه عن نفسك من مكانك البعيد بهذا الخندق الذى لا يراه احد بداخلى .... ارأيت ايها الاحمق ماذا فعلت بنفسك ، اخذت تستدل الستار وتضع الاقنعه على وجهك خلفه لتقول كل يوم رُفع الستار وتظهر بما يليق ان تظهر به ... وذلك طبعا على حسب هوى الجمهور , أرأيت الان الحق وتذكرت عندما كنت اترجاك التوقف ومع ذلك استمريت بالعبث ... الان عرفت الحق ؟عندما جئت لتقول رُفع الستار ولم تجد نفسك... اصبح الندم الان هو حلك الوحيد ايها الساذج الابله .... فاغرب عن وجهى ولا تعُد الا عندما تجد نفسك.

فيروس


هل شعرت يوماً انك وحيداً بالعالم ؟هل وصلت الى مرحله الشك بنفسك ؟......دائماً يراودنى كابوس مفزع ارى نفسى وحيده بالعالم وكل من حولى تحولوا الى وحوش يأكلون بعضهمالاخر ...وفى بدايه الامر كان تفسرى لهذا الكابوس هو اننى متاثره الى درجه كبيره باللعبه الشيهيره "ريسدنت ايفيل " والتى كنت مدمنه عليها من فتره ليست بعيده ....اما الان فما عادت اللعبه تثير ايه مشاعر بالخوف او اللذه بداخلى لانى عرفت ان الكابوس واللعبه ايضاً هما مجرد تنبؤ فقط بما سيحدث لان اللعبه اصبحت واقع ملموس اواجهه كل يوم وكل لحظه فى هذه الحياه ...اصبحت اعرف اللعبه جيداً حتى الوحوش عرفتهم جميعاً فتلك التى دخلها الفيروس وتحولت هى صديقتى التىاعطيتها حب لم اعطيه لشقيقتى واعطيتها ثقه لم اعطيها لمخلوق سواها تحولت الى وحش ينهش جسدى ....وهذا ايضاً اعرفه هذا الذى اعطيته قلبى ليصونه فالتهمه وتقاسم سيرتى مع رفاقه ...وهذه ايضاً اعرفها فهذه هى صديقتى ايضاً التى تنازلت لها عن الكثير واعطيتها يد العون فى الكثير والكثير ايضاً...تحولت هى الاخرى الى وحش بعد ان دخلها الفيروس اللعين ...فياله من احساس صعب ان تجد نفسك وحيد بالعالم وكل من حولك مرضى بفيروس اسمه المصالح

مذكرات طالبة بعثه


فى يوم اجازتى كنت جالسه على جهاز الكمبيوتر كعادتى املئ فراغى الذى لم يفلح فى ملئه...حبيبى ...اوحتى اعز صديقاتى والتى اقطن انا وهى فى منزل واحد ومثل كل يوم فتحت بريدى الالكترونى لكى ارى ما يحتويه من رسائل وهناك وجدت رساله من اكبر الجامعات الامريكيه والتى تدرس الفنون والتى كنت قد قمت بمراسلتها بخصوص الحصول على بعثه لدراسه الفنون... ... وها هى تاتينى الموافقه ....يا الله انه اسعد يوم فى حياتى فهذه هى فرصه عمرى التى طالما حلمت بها ...وها انا طائره من الفرح وها هى صديقتى ايضاً التى استيقظت من نومها للتو على صوت صراخ الفرح النابع من اعماقى وها انا املئ كل فراغ فى وجهها بالقبلات وهى مازالت تسالنى ماذا يحدث ؟؟
فاجابتها بالخبرفضمتنى الى صدرها وتساقطت من اعيننا الدمعات والتصق لسانى بحلقى وتكلمت دموع اعيننا التى ما زالت تتساقط واخذت صديقتى تهمهم ... هتوحشينى...واخذت تمسح دموع اعيننا وفى محاوله للسيطره على المشاعر قطعت صديقتى تلك اللحظه بسوال...انتى قولتى لنادر؟؟؟
وبالفعل نجحت صديقتى فى تهدئة الموقف بهذا السوال ولكنه طرح ببالى مليون سوال غيره ....كيف اخبره انى ساتركه؟؟...كيف اسافر دونه؟؟....هل سيتحمل البعد ثلاث سنوات ؟؟...واسئله كثيره من هذا القبيل دارت بذهنى فى لحظه واحده...الى ان توقفت بصوت جرس الباب وصوت طرقات نادر التى.. اعرفها جيداً.وفتحت صديقتى وهى تضحك وتقول... يا ريتناافتكرنا مليون جنيه وضحك هو الاخر وقال ...اكيد كنتوا جايبين سيرتى فاجابته صديقتى قبل ان اتفوه بكلمه...اكيد واحنا ورانا غيرك ...ثم تركتنا وذهبت لكى تجهز كوبين من النسكافيه والتى تعودت على تجهيزهما عندما ياتى نادر لتتركنا على راحتنا وعندما ذهبت تكررت اسئلة نادر الكثيره عن سبب الدموع المنهاله من عينى وعندها جاوبته واخبرته بالامربخصوص بعثتى وعندها ضمنى الى صدره وقال بصوت فرح مختلط بلمسات من الحزن ....مبروك يا حبيبتى ...ولم يسمع منى رداً على كلمته ولكنى جاوبته بسوال مليئ بالدموع انا مش عارفه ازاى هنبعد عن بعض الفتره دى كلها فاجابنى وهو يمسح دموعى

بلمسه رقيقه ما تئلائيش يا حبيبتى ربنا يسهل واحصلك ....وعندها نجح هو صديقتى فى توقيفى عن البكاء بالقائهم بعض النكات الساخره والتى اهلكتنى من الضحك ...وتعالت ضحكتنا نحن الثلاث ...وبعدها استمريت فى تجهيزى للزوم سفرى لمده اسبوعين وجاء ميعاد السفر وهو ما كان يمزق احبائى واعز الناس على قلبى وخصوصاً اننى اجهل ما ساواجهه فى سفرى فقد كنت اتمزق لفراق بلاد ى والذهاب الى بلاد غريبه غربيه

وعند ميعاد السفرجاء معى احبائى ليودعانى ويوصلانى الى الميناء الجوى واخذنا نبكى نحن الثلاث وفى هذه اللحظه التصقنا نحن الثلاث باحضان بعضنا ...وبصوت موظفة شركه الطيران والتى تطلب من المسافرين التوجه الى الطائره ، سيطرت الى حد ما اعصابى وتركتهم وتوجهت مع باقى الركاب المسافرين المتوجهين الى الطائره ... وجلست انا وجميع الركاب فى سكون تام ما يقرب على الخمسه عشر دقيقه الى ان جاءت اصوات الرعد والمطر لتقول كلمتها وعندها تكلم قائد الطائره ليخبرنا بان الرحله تاجلت الى اشعار اخر لسوء الاحوال الجويه وعندها نزلت انا وباقى الركاب من وتوجهنا الى صاله الانتظار بالميناء الجوى وجلسنا هناك قرابه ساعتين وجاء صوت موظفة شركة الطيران مره ثانيه ولكن لكى تخبرنا ان الرحله تاجلت الى غد وعندها ما كان امامى سوى ان احمل اغراضى وحدى واعود الى المنزل ....وعندما عدت ووضعت اغراضى التى طلاها الطين واخذت انظف وجهى وملابسى واجففهم من المطر الغزير .... وفى محاوله منى لمفاجاة صديقتى التى وجدت باب غرفتها مغلق وسمعت صوت ضحكتها ......فتحت باب الغرفه لأفاجئها فوجدت اننى فاجئت اثنان وليس واحداً ....وعندها لم اجد ما اقوله لاعز صديقاتى وهى ملتحمه بحبيبى مكونين كتله جسديه واحد ...سوى ان ابصق عليهم و اتركهم دون العوده لهم او لارض الوطن مره ثانيه

الاثنين، ٧ يناير ٢٠٠٨

وسط البلد وسط الشتا


احتسيت كوب من النسكافيه الساخن مع اصدقائى على المقهى الذى يطل على قصر (شامبيليون ) ذلك المنظر الرائع الذى يجمع بين عبق التاريخ وحديث (ولاد البلد) والذى يعطيك شعوراً بالدفئ والالفه ،وهناك تكثر الحكايات والاحاديث عن الفن والابداع وعندما اجلس انا والاصدقاء هناك دائماً اتذكر صوت فيروز ان لم اكن اسمعها بالفعل وهى تقول(لما بيدور الحكى تحت اناديل المساء)وبعد ان انتهى كل منا من مشروبه الساخن اقترحت احد ا صديقاتنا ان نذهب لنشاهد الجديد(بفتارين شوارع وسط البلد ) واخذنا نتسكع وكل منا يغنى على ليلاه فهناك من تشاهد الملابس واخر يشاهد الاحذيه ، وعندها لفت انتباهى احد بائعى الكتب فذهبت لالقى نظره من ماركه (ناخد فكره ونشترى بكره) حيث ان ما كان باقى معى من نقود لا يتعدى الثلاثه جنيهات او اثنان مع التدقيق اذا اخذنا فى الاعتبارثمن تذكرة المترو (لزوم المرواح ) .... واخذت انظر للكتب فى شراهه وعندها لفت انتباهى كتاب اصفر اللون مكتوب عليه ( شكلها باظت ) وهو اسم لعرض مسرحى كان من اخراج احد زملائى فاخذت اتفحص الغلاف حيث ان قله النقود تجعلنى لا اجرء على فتح الغلاف البلاستك ... واستوقفتنى كلامات كانت مكتوبه على ظهر الكتاب وشعرت ان هذه الكلمات منحوته على جدار قلبى وهذا ما جعلنى اتجرء واسال عن السعر وفى هذه اللحظه اصتدمت بجمود هذا البائع الذى وصل الى اخر مراحل الصبر من كثره تفحيصى بالكتب فاجابنى 17 جنيه وبعد هذا الجواب الصريح ما كان على الا ان اتخذ دور( البنت البارده) واخرج قلم وورقه من حقببتى لأنقل هذه الكلامات من على ظهر الكتاب وهو ما جعل البائع يود لو ان ينقض على عنقى الى ان جاء احد زملائى فى الوقت المناسب ليسحبنى من يدى وانا ارفض ان انطلق معه الا بعد ان افرغ مما بدأته ، ومع ذلك فقدت نجحت فى تدوين الكلمات حيث اننى نجحت ف حفظ الجزء الاخير ....وبالرغم من اننى كنت
خجوله جدا مما فعلت كنت فرحه بالحصول على

هذه الكلمات:
صبح الخير يا مصر الجديده

صباح الخير يا مصر البعيده

صباح الجرح ع المكشوف

صباح الدبح ف المجروح

صباح ممسوح

ودموعه نازله مفتته

شبه فتارين وسط البلد

وسط الشتا

الخميس، ٣ يناير ٢٠٠٨

مركـــــب خـشــــب




"لحظة حرجه وموقف حرج....ماذا افعل هل ادع الامواج تجرفنى واهوى الى

الاعماق ام اكمل لأعيش ميتاً..ماذا اختار ياترى فالخيارين امامى سواء فقد كانت كل

امالى تتمثل فى هذه المركب الخشبيه الصغيره وها هى تهوى الى الاعماق،فهل

اصارع هذه الامواج لأحصل على فرصه للحياه كى ابحث عن مركب اخرى ...وهل

هناك بالفعل امل للحياه على هذا الشاطئ الاوروبى ام انه هناك على الضفه الاخرى

يختبئ ف مكان ما عند اهلى واهل بلادى ...فماذا لو نجوت بحياتى ووصلت الى

اوروبا ،اعتقد انى سأجد هناك فرصه للعيش ولكن هل ستكون ايضاً فرصه للحياه؟؟

بالطبع لا.... فالحياه بالنسبه لى تعنى الدفئ والحنان ..تعنى نظرة جدتى العجوز

وهى فى غاية الفرح عندما تجدنى انضج يوماً بعد يوم ، نعم هذه هى الحياه ولكن ما

معنى الدفئ والفرح والحنان وانا لا استطيع الشعور بهم لأن شعور الجوع اقوى

منهم..نعم اقوى من كل شيئ ،اقوى من الحنان والدفئ ومن جدتى العجوز لذا

سأعافر كى اصل الى الشاطئ الاوروبى وأعود لهم بالمؤن كى تعود اليهم البسمات ،

والان سأقهرهذه الامواج" كان مثل دونكشوت وهو يهاجم طواحين الهواءوقد كانت

بعينيه كل معانى الاصرار..عرفت ذلك من عينيه الجاحظتين ، نعم عرفت كل ذلك

عندما نظرت الى عينيه فقد شاهدت كل ما دار بينه وبين الامواج بلحظه ولكنى لا

ادرى حتى الان هل انا من اطلقت العنان لخيالى ام هو الذى اراد ان يجعلنى اعرف

هذه الاشاء لعل احد يكترث لحاله ولو لمرة واحده ....حيث انها اخر مره يراه

فيها احد الاحياء ، ولم استطع ان اكمل ما كان يريدنى ان اعرفه حيث جاء احد

رجال الشرطه ليضع غطاء على وجهه كى يحملوه مع باقى الغرقى .